التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين 175}

صفحة 1394 - الجزء 2

  يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» أي ما نالهم مكروه، وقيل: القتل عن السدي ومجاهد، وقيل: الجراح وغيره مما يكرهون «وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ» في طاعته وطاعة رسوله فيما أمر به عن الأصم «وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» على أوليائه يعطيهم نعم الدارين، وتلك نعمة عظيمة، وقيل: الفضل العظيم أن أخزى عدوهم ورضي عنهم من غير أن حل بهم مكروه.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى أعطاهم لما توكلوا عليه غنيمة الدنيا وثواب الآخرة.

  وتدل على أن اتباع رضا اللَّه تمام ما يمدح به المكلف ونهايته.

  وتدل أن الثواب يستحق بهذه الأعمال التي تقدم ذكرها.

  وتدل على أن بالطاعة تندفع مكاره الدنيا، كما يتخلص بها من العقاب.

  وتدل على أن القوم كانوا خرجوا من المدينة لظاهر قوله: «فَانْقَلَبُوا»، وذلك يؤيد قول من يقول: إنهم خرجوا إلى بدر الصغرى.

قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٥}

  · اللغة: الخوف والفزع والخشية والرهبة والهيبة نظائر، وخاف يخاف خوفًا، وخَوَّفَهُ تخويفًا، و (خَوَّفَ) يتعدى إلى مفعولين كما أن (يُعطي) يتعدى إلى مفعولين، تقول: خوفت زيدا القتال، وأصله خاف زيد القتال، ونظيره: عَرَّفْتُ زيدًا أخاك، وعرف زيد أخاك.

  · الإعراب: (أولياءه): نصب لأنه المفعول الثاني، تقديره: يخوفهم أولياءه، وقيل: نصب بنزع الخافضة أي بأوليائه.

  (وخافون): حذف الياء منه كما تحذف الألف والواو والياء في القوافي.