قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين 175}
  · النزول: قيل: لما خوف نعيم بن مسعود المسلمين بأبي سفيان وأصحابه نزلت هذه الآية، وقيل: بل خوفهم الركب الذي دسهم أبو سفيان على ما تقدم.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: قيل: لما تقدم تخويف الكافر المؤمنين بيَّن تعالى أنهم لا ينبغي للمؤمنين أن يخافوا ذلك؛ لأنه ناصرهم ومعينهم عن أكثر المفسرين، وقيل: هذا عائد على قوله: «وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ» فإن الحزن والوهن من تخويف الشيطان لأوليائه الَّذِينَ نالهم مع رسول اللَّه ÷ خوف أو غم ففشلوا ووهنوا، وخالفوا طريقة المؤمنين الَّذِينَ قالوا: حسبنا اللَّه، وصاروا عدوًا لله وأولياء الشيطان، فهو يخوفهم أبدًا بالخواطر الفاسدة عن أبي مسلم.
  · المعنى: «إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشيطَانُ» ذلكم يعني يخوفكم أيها المؤمنون الشيطان، قيل: الركب، وقيل: نعيم بن مسعود، وسمي شيطانًا لعتوه وتمرده في الكفر كقوله: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} وقيل: هو الشيطان يخوف بالوسوسة، وقيل: الشيطان ألقى إليه حتى تكلم هو به «يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ» قيل: يخوف المؤمنين بأوليائه من الكفار عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي علي، كقوله: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} ويُقال: فلان يكسي الثياب، وقيل: يخوف أولياءه المنافقين ليقعدوا عن قتال المشركين عن الحسن والسدي والأصم وأبي مسلم، وقيل: يعظم أولياءه في صدوركم لتخافوهم عن السدي «فَلاَ تَخافوهُمْ» يعني لا تَرهبوا الكافرين وإن كثر عددهم مع طاعتكم إياي