قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم 179}
  بقي للصلح موضعًا». وماز الشيء يَمِيز ومَيَّزَ إذا فرقه، وامتاز القوم بعضهم من بعض، وقيل: ماز شيئين، وميز في أشياء.
  وطلاع فلان علينا إذا هجم، ومنه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيهِم} وأطلعته على الأمر إذا أظهرت له ذلك، كأنه هجم عليه.
  والاجتباء: الاختيار، ومنه: {فَاجتباه رَبُّهُ} وهو مأخوذ من جبيت الماء في الحوض إذا جمعته، كأنك جمعته وخلصته لنفسك حتى يكون جميعه لك، وقيل:
  من جبيت الماء إذا أخلصته لنفسك، ومنه: جَبَيْت الخراج جميعه.
  · الإعراب: اللام في قوله: «ليذر» لام الجحد، وهي في تأويل (كي)؛ ولذلك نصب ما بعدها.
  «لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ» محله نصب بخبر (كان).
  · النزول: قيل: إن المشركين قالوا لأبي طالب: إن كان محمد صادقًا كما يزعم فأخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر، فإن وجد خبره كما أخبر آمنا به، فذكر ذلك للنبي ÷ فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية عن السدي والكلبي.
  وقيل: إنهم اقترحوا عليه هذا النوع، وعلم اللَّه تعالى أنهم لا يؤمنون عنده، ويستحقون عنده الاستئصال، فلم يبين لهم.
  وقيل: إن رجلاً كان يقال له عبد اللَّه بن حذافة سأله من أبوه؟، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية عن السدي.
  وقيل: سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمنين والمنافقين، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية عن الضحاك.