التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير 180}

صفحة 1404 - الجزء 2

  · الأحكام: تدل الآية على أنه. تعالى ينصر المؤمنين ويميزهم من غيرهم.

  وتدل على أنه لا يطلع على الغيب أحدًا، وأنه يطلع من يشاء، من ذلك رسله معجزة لهم.

  وتدل على أن جماعة قد تصلح للرسالة، فيختار منهم من يشاء على أحد وجهين:

  إما لأنه أصلح وبالتأدية أقوم وعن المنفرات أبعد.

  والثاني: إذا تساووا في جميع الوجوه فله أن يختار من يشاء، لأنها ليست بمستحقة ولا جزاء.

  وتدل على أن المؤمن يستحق على الإيمان والتقوى خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٨٠}

  · القراءة: قرأ حمزة وحده: «ولا تَحْسَبَنَّ» بالتاء وفتح السين والباقون بالياء وهو الاختيار؛ لأن أكثر الأئمة عليه، وهو أظهر في توجيه الآية عن علي بن عيسى.

  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «بما يعملون» بالياء على المغايبة كناية عن (الذين يبخلون) بالياء، والباقون بالتاء علي الخطاب.

  · اللغة: الطوق معروف وكل ما يستدير شيئا فهو طوقه، وطوقتك الشيء كَلَّفْتُكَهُ،