التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق 181 ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 182}

صفحة 1408 - الجزء 2

  زائدة على كونه حيًا، وعند شيخنا أبي القاسم معنى سميع. أنه يعلم المسموعات وبصير يعلم المبصرات وهو لا يثبت للقديم تعالى صفة الإدراك.

  والفقير والمسكين من النظائر، وضده الغني.

  ويقال: ذقت الشيء أذوقه ذوقًا وذقت ما عند فلان أي اختبرته، وفي كتاب الخليل: كل ما نزل بإنسان من مكروه فقد ذاقه إلا أنه تَوَسُّعٌ، وفي الخبر: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق من عسيلتك» كناية عن الجماع، وهذا من ملح الكنايات.

  والحريق: النار، وكذلك الحرق يصح بالحاء وسكون الراء مصدر حرقت الشيء: بردته بالمبرد، ومنه: {لَنُحَرِّقَنَّهُ}

  · الإعراب: ويقال: (ما قالوا): فعل، و (قتلهم): اسم، فكيف جاز عطف الاسم على الفعل؟

  قلنا: (ما) مع الفعل بمنزلة المصدر، كأنه قيل: سنكتب قولهم وقتلهم.

  ويُقال: ما موضع الباء في (بما)؟

  قلنا: رفع في موضع خبر (ذلك) وهو متصل بالاستقرار كأنه قال: ذلك مستقر بما قدمت أيديكم، كما يقال: عقابك بما كسبت يداك.

  ويقال: ما الموجب لفتح (أن) في قوله: «أن اللَّه»؟

  قلنا: بالعطف على ما عملت فيه الباء، تقديره: وأن اللَّه ليس بظلام للعبيد، وموضع (أنَّ) جر على معنى ذلك العذاب بما سلف من الإجرام وبامتناع ظلم اللَّه تعالى للعباد.

  · النزول: لما نزل قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} قالت اليهود: إن اللَّه