قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم 188}
  وقيل: نزلت في أهل الكتاب فرحوا بالاجتماع على التكذيب بالنبي ÷ وكتمان أمره فأحبوا أن يحمدوا بما ليس فيهم من أنهم أهل نسك وعلم عن ابن عباس والضحاك والسدي.
  وروي أن يهود المدينة كتبوا إلى أطراف الأرض بأن محمدًا ليس برسول فاثبتوا على دينكم، فاجتمعت كلمتهم ففرحوا وقالوا: الحمد لله الذي جعل جمع كلمتنا فنحن أهل العلم وعلى دين إبراهيم.
  وقيل: نزلت في فنحاص اليهودي وأحبار اليهود يفرحون بإضلال الناس وقولهم: إنهم علماء وأئمة وليسوا كذلك عن عكرمة.
  وقيل: نزلت في اليهود فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه عن مجاهد.
  وقيل: أتت يهود خيبر إلى النبي ÷ فقالوا: نحن نعرفك ونؤمن بك وليس ذلك في قلوبهم، فقال المسلمون: أحسنتم وحمدوهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية فيهم عن قتادة. وعن الأصم قريبًا منه.
  وقيل: نزلت في ناس من اليهود جهزوا جيشًا إلى النبي ÷ وأنفقوا عليهم عن إبراهيم.
  وروي أن ابن عباس سئل فقيل له: إن كان كل امرئ يفرح بما أتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا فكلنا معذب، فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية، إنما نزلت في أهل الكتاب سألهم النبي ÷ عن شيء فكتموه وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى خصلة من خصال اليهود، وهي كتمان الحق وما استحقوا عليه فقال سبحانه: «لاَ تَحْسَبَنَّ» أي لا تظنن أيها الإنسان أو أيها السامع أو يا محمد وبالياء لا