قوله تعالى: {ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير 189 إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190}
  · النزول: عن ابن عباس أن مشركي العرب جاؤوا إلى اليهود وقالوا: ما جاءكم به موسى؟ قالوا: العصا ويده البيضاء، فأتوا النصارى وقالوا: ما جاءكم به عيسى؟
  فقالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فأتوا النبي ÷ وقالوا: ادع لنا ربك يجعل الصفا ذهبًا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ» الآية.
  وعن عطاء عن عائشة أن النبي ÷ قام بالليل يصلي وأصبح وهو يبكي، فقال بلال: أليس قد غفر لك؟ فقال: «أفلا أكون عبدًا شكورا»، ثم قال: «ما لي لا أبكي وقد نزل عليَّ في هذه الليلة: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ» ثم قال: «ويل لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها».
  · النظم: قيل: الآية تتصل بقوله: «الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ» كذبهم في ذلك بأن من له ملك السماوات والأرض لا يكون فقيرًا، وقيل: القادر على تعجيل عقوبة هَؤُلَاءِ الكفار الَّذِينَ تقدم ذكرهم من له ملك السماوات والأرض، وقيل: يتصل بما قبله كأنه قيل: لهم عذاب أليم ممن له ملك السماوات والأرض فكيف يكونون بمنجاة وهو معذبهم؟! عن أبي مسلم، وقيل: هو قادر على أن يورثكم أرضهم وديارهم؛ لأن له ملك السماوات والأرض.
  وقيل: كيف يتصل قوله: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ» بما قبله؟
  قلنا: لما بيّن أن له ملكهما بيّن الدلالة على ذلك بأنه من خلقه ودال على صفاته لمن تفكر فيه.