قوله تعالى: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا 2}
  يَسُدُّون أبواب القِبَاب بضُمَّرٍ ... إلى عُنُنٍ مُسْتوثقات الأواصرِ
  أي مع.
  · النزول: قيل: نزلت في رجل من غطفان كان معه مال لابن أخ له، فلما بلغ طلب المال فمنعه عمه، فرفعا ذلك إلى النبي ÷ فنزلت الآية، فقال الرجل: سمعنا وأطعنا، نعوذ بِاللَّهِ من الحوب الكبير، ودفع إليه ماله عن مقاتل والكلبي.
  وقيل: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصغار، ويأخذ الميراث الأكبر فنهوا عن ذلك، ونزلت الآية عن ابن زيد.
  · المعنى: لما أمر تعالى بصلة الرحم، ومراعاة حقه ابتدأ ببيان حق اليتيم؛ لأنهم أضعف وحاجتهم إلى القَيِّم أشد، فقال سبحانه: «وَآتُوا» أي أعطوا «الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ» قيل: إذا بلغوا أو أونس منهم الرشد كما بينه في آية أخرى، وسماهم أيتامًا بعد البلوغ لقرب عهدهم باليتم، كقوله تعالى: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ١٢٠} ولا سِحْرَ مع السجود، وإنما سماهم بذلك لما كانوا عليه من قبل عن أكثر المفسرين، وهو قول أبي علي وأبي مسلم. وقيل: المراد أعطوهم ما يحتاجون إليه لنفقتهم وكسوتهم، وكان يجوز أن يظن أنه لا يجوز إنفاق ماله عليه فأباح ذلك، قال القاضي: وهو الصحيح «وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيّبِ» قيل: الحرام بالحلال، أي لا تجعل بعدل رزقك الحلال