قوله تعالى: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم 26 والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما 27 يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا 28}
  أَرَدْتُ لِكَيْمَا يَعْلَمَ الناسُ أنها
  فلو كان بمعنى (أن) لم تدخل على (كي)، كما لا تدخل (أن)، وقيل: لقائل أن يقوله: إن هذه لام الإضافة مردودة إلى أصلها فلا يجب وقوع (أن) موقعها.
  الثاني: مذهب سيبويه وأصحابه أن اللام دخلت على تقدير المصدر أي الإرادة البيانية نحو قوله: {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} وضعف بعض النحويين الوجهين؛ لأنه بمعنى إن لم تقم به حجة، وحمله على المصدر يقتضي جوازه: ضربت لزيد، بمعنى ضربت زيدًا.
  الثالث: قيل: هو على التقديم والتأخير نحو: {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.
  «وَيَتُوبَ عَلَيكُمْ» نصب على تقدير: وليتوب عليكم.
  · المعنى: لما تقدم بيان التحليل والتحريم بين تعالى أنه أراد بذلك منافعهم ومصالحهم، فقال تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ» شرائع دينكم ومصالح أموركم، وقيل: يعلمكم ما تأتون وما تذرون عن الحسن، وقيل: ما يقربكم منه عن عطاء، وقيل: يبين لكم أن الصبر عن نكاح الإماء خير لكم عن الكلبي والأول الوجه «وَيَهْدِيَكُم» يدلكم «سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ» قيل: يهديكم سنن مَنْ قبلكم من أهل الحق لتكونوا مقتدين بهم لما لكم فيه من المصلحة عن أبي مسلم، وقيل: سنن الَّذِينَ من قبلكم من أهل الحق وغيره لتكونوا على بصيرة فيما تفعلون وتجتنبون من طرائقهم، وقيل: طريق الأمم وما فعل بهم حيث عصوا وخالفوا كي لا تفعلوا ذلك فيحل بكم مثل ما حل بهم، وقيل: شرائع من قبلكم في تحريم الأمهات والبنات والأخوات كما ذكر قبل هذا كي لا تغتروا بما يزعمه اليهود والنصارى، وقد قالوا: إن جميع ما ذكر كان محرمًا على من