قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا 41 يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا 42}
  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في (كيف)؟
  قلنا: قيل: ابتداء محذوف، على تقدير: فكيف حالهم، فحذف لدلالة الكلام، وكيف يرون إذا جئنا، فـ (كيف): استفهام، والمراد التوبيخ.
  ويقال: لم ضمت الواو في «عَصَوْا الرَّسُولَ»؟
  قلنا: لأنه واو الجمع، فأما حركتها فلالتقاء الساكنين، وأصل الحركة في التقاء الساكنين الكسرة، كقوله: {لَوِ استَطَعْنَا} وإنما وجب الضم لواو الجمع؛ لأنها لما مُنِعت ما لَهَا مِنْ ضَمِّ ما قبلها جعلت الضمة لما احتيج إلى الحركة فيها.
  · النظم: قيل: اتصال الآية بما قبلها لأنه تعالى قال: إنه لا يظلم مثقال ذرة، ويجازي كل أحد بعمله فكيف حالهم مع هذا، والشهود يشهدون عليهم بأعمالهم، وقيل: يتصل بقوله: «وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا» يعني يؤت ذلك يوم يشهد الشهود على كل أحد بعمله فيجازى بحسبه، وقيل: يتصل بقوله: «وَمَاذَا عَلَيهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ» ثم وصف ذلك اليوم وحال المنكرين في ذلك اليوم.
  · المعنى: «فَكيفَ» قيل: كيف بهم، وقيل: كيف حالهم يومئذ، وقيل: كيف يرون، وكل ذلك توبيخ لهم وتفخيم لشأن ذلك اليوم، وقيل: كيف يصنعون ذلك اليوم «إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ» من الأمم «بِشَهِيدٍ» قيل: هو النبي المبعوث إلى كل أمة يشهد عليهم بالتبليغ عن عبد اللَّه وابن جريج والسدي، وقيل: يشهد عليهم بأعمالهم عن أبي علي، وقيل: يشهد عليهم ولهم «وَجِئْنَا بِكَ» يا محمد «عَلَى هَؤُلَاءِ» يعني قومه المخاطيين «شَهِيدًا» أي شاهدا «يَوْمَئِذٍ» يعني يوم القيامة «يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا» يتمنون «وَعَصَوْا الرَّسُولَ» فيما أمرهم به، قيل: هم الكفار، وقيل: هم أهل الكبائر من هذه الأمة، وهذا أولى لحق العطف ولكونه فائدة جديدة «لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأرضُ» قيل: لو سووا