قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل 44 والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا 45}
  · النزول: قيل: نزلت الآية في قوم من اليهود عن ابن عباس وعكرمة وقتادة.
  وقيل: في رفاعة بن زيد ومالك بن دُحَيْمٍ، كانا يعيبان رسول اللَّه ÷ عن ابن عباس بخلاف.
  · النظم: قيل: إنه اتصل بقوله: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ} ثم اعترض الأمر والنهي والوعد والوعيد، ثم رجع الكلام إلى اليهود الَّذِينَ يكتمون أمره، وقيل: لما ذكر الأحكام الذي أوجب العمل بها اتصل بالتحذير ممن يدعو إلى خلاف ذلك والتكذيب به عن علي بن عيسى.
  · المعنى: «أَلَمْ تَرَ» قيل: ألم تعلم؟ وقيل: ألم ينته علمك إلى هَؤُلَاءِ؟ وقيل: ألا تتعجب من هَؤُلَاءِ «إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا» أُعطوا «نَصيبا مِنَ الْكِتَاب» حظًا من علم الكتاب، قيل: هم اليهود عن ابن عباس وغيره، وقيل: أهل الكتاب عن الأصم «يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ» قيل: يستبدلون الضلالة بالهدى، يكذبون النبي بدلاً من التصديق الذي أمروا به، وقيل: كانوا يعطون أحبارهم بعض أموالهم على ما يصفونه لهم، فجعل ذلك اشتراء منهم عن أبي علي، وقيل: كانوا يأخذون الرِّشَا عن الزجاج، «وَيُرِيدُونَ» يعني هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أوتوا الكتاب «أَنْ تَضِلُّوا» أن تزولوا عن الدين أيها المؤمنون «السَّبِيلَ» أي عن السبيل، وهو طريق الحق الذي هو الإسلام «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ» قيل: اللَّه أعلم بعداوة هَؤُلَاءِ اليهود لكم أيها المؤمنون، فلا تستنصحوهم وانتهوا إلى أمري في دينكم، وقيل: هو أعلم بهم فيعلمكم ما هم عليه من العداوة لتحذروهم «وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا» يلي حفظكم ويصرف عنكم كيدهم «وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا» أي حسبه ناصرًا لكم على أعدائكم.