قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم 1}
  قلنا: لأنه لما كان أشد مبالغة، ولا يوصف به غيره صار كالعلم، وإنما يبدأ بالأعرف، ثم يتبعه الآخر.
  ومتى قيل: لم جمع بين هذه الأسماء في التسمية؟
  قلنا: لأن الغرض الاستعانة، ولكل واحد منها تأثير في ذلك، كأنه يقول: أستعين بمن هو قادر على جميع النعم، فاعل لذلك، وأنه واسع الرحمة، سابغ النعمة.
  · الأحكام: الآية تدل على أن ذكر اسم اللَّه في ابتداء الأمر مسنون؛ لأن في ذلك استعانة به، واعترافا بالإلهية، وإقرارًا بالنعمة، ووردت السنة بأن: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر اللَّه فهو أبتر».
  واختلفوا في آية التسمية على خمسة أقوال:
  أولها: أنها ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور، وهو مذهب قراء المدينة والبصرة، وفقهاء الكوفة، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه ومالك.
  والثاني: أنها من الفاتحة، وليست من سائر السور، وهو قول سعيد بن المسيب، وقراء مكة والكوفة.
  الثالث: أنها من الفاتحة ومن سائر السور، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي.
  الرابع: أنها ليست من القرآنْ إلا في (النمل)، وكتبت في رأس السور للتمييز.
  الخامس: أنها آية منزلة بين كل سورتين من القرآن، وليست من السور، وهو قول أبي بكر الرازي، وأبي بكر أحمد بن علي.
  ودليل كونه من القرآن إثباته في المصحف.