التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم 1}

صفحة 204 - الجزء 1

  قلنا: لأنه لما كان أشد مبالغة، ولا يوصف به غيره صار كالعلم، وإنما يبدأ بالأعرف، ثم يتبعه الآخر.

  ومتى قيل: لم جمع بين هذه الأسماء في التسمية؟

  قلنا: لأن الغرض الاستعانة، ولكل واحد منها تأثير في ذلك، كأنه يقول: أستعين بمن هو قادر على جميع النعم، فاعل لذلك، وأنه واسع الرحمة، سابغ النعمة.

  · الأحكام: الآية تدل على أن ذكر اسم اللَّه في ابتداء الأمر مسنون؛ لأن في ذلك استعانة به، واعترافا بالإلهية، وإقرارًا بالنعمة، ووردت السنة بأن: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر اللَّه فهو أبتر».

  واختلفوا في آية التسمية على خمسة أقوال:

  أولها: أنها ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور، وهو مذهب قراء المدينة والبصرة، وفقهاء الكوفة، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه ومالك.

  والثاني: أنها من الفاتحة، وليست من سائر السور، وهو قول سعيد بن المسيب، وقراء مكة والكوفة.

  الثالث: أنها من الفاتحة ومن سائر السور، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي.

  الرابع: أنها ليست من القرآنْ إلا في (النمل)، وكتبت في رأس السور للتمييز.

  الخامس: أنها آية منزلة بين كل سورتين من القرآن، وليست من السور، وهو قول أبي بكر الرازي، وأبي بكر أحمد بن علي.

  ودليل كونه من القرآن إثباته في المصحف.