قوله تعالى: {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا 52 أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا 53}
  · النظم: يقال: كيف يتصل «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ» بما قبله؟
  قلنا: فيه وجوه: قيل: اتصال صفة البخل بما قبله من صفة الجهل والكفر وأعمال الجاهلية عن علي بن عيسى، وقيل: لما حكموا بأن المشركين أهدى من محمد وأصحابه بين أن الحكم ليس إليهم حتى يحكموا بذلك، والملك على هذا المراد به النبوة والحكم، وقيل: يتصل بقوله: «فَلَنْ تَجِدَ لَهم نَصِيرًا» أي لا ناصر ولا ملك ولا قدرة تمنعهم من عذاب اللَّه.
  · المعنى: ثم بين ما استحقوا على ما قالوا، فقال تعالى: «أُوْلَئِكَ» يعني مَنْ تقدم ذكرهم «الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ» قيل أخزاهم وأبعدهم من رحمته، وقيل: خذلهم وأقصاهم عن أبي مسلم. «وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّه» أي يبعده من رحمته «فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا» أي معينًا يدفع عنه عقاب اللَّه تعالى، وقيل: لا ناصر له؛ لأن مع خذلان اللَّه لا يعتد بنصرة ناصر وإن كان، «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ» أي حظ من ملك الدنيا، وهذا استفهام، والمراد به الإنكار، وقيل: أراد بالملك النبوة عن أبي علي، أي ليس لهم ذلك، وإنما هو إلى اللَّه تعالى يؤتيه من يشاء، وفيه حذف، أي ألهم نصيب من النبوة، فيلزم الناس اتباعهم وتلزم طاعتهم؟! فحذف لدلالة ما بقي عليه عن أبي علي، وقيل: أم إليهم عن مجاهد التمليك، ولو كان كذلك لما أعطوا أحدا شيئًا، حكاه الأصم «فَإِذًا لاَ يُؤْتُونَ النَّاسَ» أي لا يعطون الفقراء، وقيل: محمدًا وأصحابه، يعني أي لو ملكوا الدنيا لما أعطوا من الحقوق قليلاً ولا كثيرا، والنقير هو النقطة التي في ظهر النواة عن ابن عباس وقتادة والسدي وعطاء والضحاك وابن زيد، وقيل: النقير الحبة التي في بطن النواة، وقيل:
  النقير ما نقر الرجل بأصبعه كما ينقر الدرهم عن ابن عباس وأبي العالية، وإنما ذكر النقير مثلاً، والمراد لا يعطون شيئًا وإن قل.
  · الأحكام: تدل الآية الأولى أن من استحق اللعن فلا ناصر له، ولا شبهة أن الظالم يستحق