قوله تعالى: {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا 62 أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا 63}
  · الإعراب: موضع (كيف) قيل: رفع بتقدير: كيف صنيعهم إذا أصابتهم مصيبة، كأنه قال:
  ألا ساء صنيعهم بالجرأة في كذبهم أم الإحسان بالتوبة من دينهم، وقيل: نصب بتقدير: فكيف يكونون، كأنه قيل: أمصرين أم تائبين يكونون، ويجوز الرفع على «كيف بك»، كأنه قيل: أصلاح أم إفساد بك.
  و «أولاء» في محل الرفع؛ لأنه مبتدأ به، وهو جمع «ذا»، و «أولاء» مبني على الكسر والكاف علامة الخطاب فتحت علامة للتذكير، وكسرت التاء من تلك علامةً للتأنيث، و «الَّذِينَ» في محل الرفع؛ لأنه خبر المبتدأ لكن لا يبين فيه الإعراب.
  و «إحسانًا» نصب لأنه خارج من الوصف، ويتم الكلام دونه، وقيل: لوقوع الفعل على تقديره: أردنا الإحسان.
  و «أيديهم» رفع؛ لأنها الفاعلة إلا أن الياء فيها لا يدخلها رفع ولا جر؛ لأنها من حروف المد واللين، فلا يدخل عليها كسر ولا ضم إلا أن يكسر ما قبلها.
  · المعنى: ثُمَّ بين تعالى أنهم إذا تركوا حكم اللَّه وجاءهم انتقام من اللَّه وأن معاذيرهم لا تنفع عنده لكونها كذبًا، فقال تعالى: «فَكَيفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ» فقيل: فكيف هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يتحاكمون إلى الطاغوت، وكيف يصنعون إذا أصابتهم مصيبة، قيل: المصيبة هي قتل عمر للمنافق، وجاء إخوانه من المنافقين يحلفون زورًا عن الأصم والزجاج، وقيل: هو إخبار بأنه سيصيبهم مصائب تلجئهم إلى إظهار الإيمان والاعتذار إلى الرسول، وقيل: هو إخبار عن حال المنافقين بأنهم إذا أصابتهم نقمة وعذاب لم ينيبوا، بل يزدادون جرأة ويحلفون كذبًا، وقيل: المصيبة إذلال الرسول لهم، وتخويفهم بالقتل، وترك الاستعانة بهم، وتركهم عند الخروج إلى الغزو وإعراضه عنهم عن أبي علي «بمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» قيل: بما سلف من معاصيهم، وقيل: من نفاقهم وردهم حكم النبي ÷ عن الأصم «ثُمَّ جَاءُوكَ» يا محمَّد «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ» يقسمون «إِنْ أَرَدْنَا» يعني ما