التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا 66 وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما 67 ولهديناهم صراطا مستقيما 68}

صفحة 1620 - الجزء 2

  وواو (أو) ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي على نقل حركة الألف إليه. الثاني:

  الكسر فيهما لالتقاء الساكنين، عاصم وحمزة. الثالث: بكسر النون، وضم الواو أبو عمرو. وأما في كسر (إن) على أصل الحركة لالتقاء الساكنين، وأما ضم (أو) فلأنه يجري مجرى «اشتروا الضلالة» {وَلَا تَنسَوُا الفَضلَ بَيِّنكم} مع أن الثالث ينضم، وكسر {لَوِ استَطَعنَا}؛ لأنه لم يجتمع فيه السببان كما اجتمع في (أو).

  · اللغة: كَتَبَ: فرض، ومنه: {كُتِبَ عَليَكمُ الصِّيَامُ} وأصله من الكتابة.

  تثبيت: تَفْعِيل من ثبتَ الشيء ثباتًا، ورجل ثَبْتٌ في الحرب، وثبت إذا لم يزل ولم يصرع، وأثبته السقم إذا لم يكد يفارقه.

  والهدى: الدلالة والبيان، والمستقيم من الاستقامة.

  · الإعراب: (إذن) دخلت هنا لتدل على الجزاء، تقديره: ولو فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم أجرًا جزاء على فعلهم، و «إذن» معناها جواب وخبر، وهي تقع متقدمة ومتأخرة ومتوسطة، وإنما تعمل متقدمة خاصة إلا أن يكون الفعل بعدها للحال نحو: إذن أظنك خارجًا.

  واللام في قوله: «لهديناهم» لام الجواب تقع في جواب «إذن»، كما لو تقع في جواب القسم.

  «وصراطًا» مفعول ثانٍ كقوله: كسوته ثوبًا، وتقديره: لهديناهم فاهتدوا صراطًا مستقيمًا. وكسوته واكتسى ثوبًا.

  «خيرا» نصب؛ لأنه خبر (كان) تقديره: لكان الوعظ خَيرًا لهم، وما يوعظون بمنزلة الوعظ.