قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا 71}
  · الأحكام: تدل الآية على أن طاعة الرسول شرط في الفوز كطاعة اللَّه.
  وتدل على أن إنزال المكلف منزلة من عظمت رتبته تزيده رغبة في الطاعة.
  وتدل على أن غير النبي ÷ يكون معه في الجنة والدرجة، وإن كان لا يساويه في المنزلة والثواب؛ لأن كونه في مجاورته لا توجب مساواته في الثواب والنعمة؛ لأن من يزيد ثوابه قد يكون مع من ينقص في المكان ثم استويا في الثواب، ألا ترى أن الحور العين والأطفال يكونون في الجنة، دل أنه لا اعتبار بالمكان.
  ويدل قوله: «ذَلِكَ الْفَضْلُ» أن الثواب فضل منه تعالى، وذلك وإن وجب بسبب من جهة العبد فهو تعالى المتفضل بسببه، وهو التكليف والتمكين والهداية والتوفيق واللطف، فصار ما يناله من ذلك يناله بفضله.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ٧١}
  · اللغة: الثُّبات: جماعات في تفرقة، واحدها ثُبَةٌ، والجمع على ثِبين، وأصله الجمع من ثنيت على الرجل أثني يثنيه إذا جمعت ذكر محاسنه والدعاء، وتصغيرها ثُبَيَّة، فأما ثُبْتُ الحوض فهي وسطه الذي يثوب الماء إليه، وإنما هي من ثاب يثوب، وتصغيرها ثويبة.
  والنَّفْرُ: الخروج إلى العدو، وأصله الفزع، نفر ينفر نفورًا إذا فزع، ومنه النفر، جماعة تفزع إلى مثلها، ومنه النفير إلى قتال العدو، ويقال: نفر يَنْفِر وينفُر بكسر الفاء وضمها.
  ويُقال: لم جاز في جمع ثبة ثبون، فإنما هي جمع ما يعقل؟
  قلنا: للعوض من النقض الذي لحقه، وكذلك سبيل عِزِين وعضِيِن، وسنين، وإن صغرت لم يجز إلا ثُبَيَّات وسُنَيَّات؛ لأن النقص قد زال.