التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا 71}

صفحة 1627 - الجزء 2

  · الإعراب: كسرت التاء من «ثباتٍ» لأنها جماعة، وهي زائدة في ذلك تقول في الواحدة ثُبَةٌ، فلا تاء فيه. «انفروا» جزم لأنه أمر.

  · المعنى: ثم أمر تعالى المؤمنين بقتال الكفار والأهبة لذلك قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» صدقوا «خُذُوا حِذْرَكُمْ» قيل: سلاحكم سمي به؛ لأنه يتقى به الحذر، وقيل: معناه احذروا عدوكم بأخذ سلاحكم، كقولهم: خذ حذرك، يعني احذروا، ومعناه احذروا عدوكم، وخذوا سلاحكم لقتالهم، وجاهدوا في قتال عدوكم ولا تتكلوا على مجرد نصرة اللَّه؛ لأن اللَّه أراد نصرتكم إذا نصرتم دينكم، وقيل: أراد أن يبتليكم «فَانفِرُوا» أي اخرجوا إلى الجهاد «ثُبَاتٍ» أي جماعات في تفرقة، ومعناه اخرجوا فرقة بعد فرقة، وفرقة في جهة، وفرقة في جهة أخرى، «أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا» أو انفروا جميعًا من غير تفرق عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي، وقيل: واحدًا وجماعة، وقيل: سرية سرية، أو كلكم، وقيل: الثُّبات: الطلائع، والجميع معظم الجيش.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب أخذ الأهبة لجهاد العدو.

  وتدل على وجوب الخروج إلى الجهاد، وهذا على وجهين: إن كان المسلمون يخرجون إلى دار الحرب فهو فرض على الكفاية، إذا خرج قوم سقط عن الباقين، وكذلك حفظ الثغور، فإن قصد الكفار دار الإسلام فحينئذ يجب على الأعيان.

  وتدل على أن لهم أن يخرجوا متفرقين وجماعات، واتفق العلماء أن ذلك موكول إلى اجتهاد الإمام.