قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا 78}
  شيء، أو ابتداء وضعه كالصلاة والزكاة، فإذا ورد الاسم فالأولى حمله على الشرعي، ثم على العرفي، ثم على اللغة.
  · الإعراب: «أَيْنَمَا تَكُونُوا» جزم ب (أينما) وعلامة الجزم ذهاب النون، فلم يقل: تكونون، و «يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ» جواب المجازاة، وتدغم الكاف في الكاف فتصير كافًا مشددة أحدهما كاف الأصل، والثاني كاف الخطاب.
  ويقال: لم كانت «أَيْنَمَا تَكُونُوا» موصولة و {أَيْنَ مَا كنُتُمْ تَدْعُونَ} مفصولة؟
  قلنا: لأن الأولى صلة والثانية اسم بمعنى الذي، فيفصل كما تفصل الأسماء، وتوصل الأولى كما توصل الحروف؛ لأن الأصل انفصال الاسم عن الاسم، واتصال الحرف بالحرف ما لم يعرض عارض يوجب الفصل و {مَالِ هَؤُلَاءِ}: كثرت في الكلام حتى توهموا أن اللام متصلة. بـ (ما)، وأنهما حرف واحد ففصلوا اللام مما خفضت في بعضه، ووصلوها في بعضه، والاتصال القراءة، ولا يجوز الوقف على اللام؛ لأنها لام خافضة.
  · النزول: قيل: إن أول الآية نزلت في المنافقين لما قالوا يوم أحد: لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا، «وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ» قيل: نزلت في اليهود والمنافقين، وذلك أنهم لما قدم رسول الله ÷ المدينة قالوا: ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل، فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها عن ابن عباس.
  · النظم: قيل: إن الآية تتصل بما قبلها، وهو قوله: «لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا» أي لا ينفعكم التأخير وترك القتال إذا كان الموت لا بد واقع بكم، وقيل: يتصل بقوله: «قَالَ قَدْ أنْعَمَ اللَّهُ