قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا 79 من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا 80}
  · الإعراب: يقال: ما وجه جواب الجزاء بقوله: «فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيهِمْ حَفِيظًا»؟
  قلنا: فيه قولان: الأول: أن فيه اختصارًا تقديره: فمن تولى فليس عليك بأس؛ لأنك لم تُرْسَلْ حفيظًا عليهم من المعاصي كي لا تقع، في معنى قول أبي علي، وقيل: إنك لم ترسل عليهم حفيظًا لأعمالهم التي يقع الجزاء عليها فيخاف ألَّا تقوم بها.
  · النزول: عن ابن عباس أن المنافقين أظهروا التصديق، وقالوا: أمرك طاعة، وأضمروا الخلاف، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  وقيل: إن النبي ÷ كان يقول: «من أطاعني فقد أطاع اللَّه، ومن أحبني فقد أحب اللَّه»، فقال بعض المنافقين: ما يريد هذا الرجل إلا أن نتخذه ربًا كما اتخذت النصارى عيسى، فأنزل اللَّه تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وروي أنها لما نزلت هذه الآية قال رسول اللَّه ÷: «لا يصيب رجلاً خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو اللَّه أكثر».
  · النظم: قيل: الآية تتصل بما قبلها لما قالوا إذا أصابهم حسنة: هذه من عند اللَّه، وإن أصابتهم سيئة: هو من عندك رد اللَّه عليهم ذلك، وقال: ما أصابك من حسنة فبفضل من اللَّه ورحمته، وما أصابك من سيئة فمن نفسك أي من ذنبك وشؤمك خلاف ما قالوا، ثم عطف عليه، وبين أن من تلك الحسنات أن أرسلناك إليهم، ومن السيئة خلافك، ومن الحسنة طاعتك التي هي طاعة اللَّه، وقيل: لما بين أن النعم من اللَّه