قوله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا 83}
  · اللغة: الإذاعة والإشاعة والإفشاء والإعلان نظائر، ونقيضها الكتمان والإسرار والإخفاء، أذاع إذاعة، وذاع الخبر ذيعًا، ورجل مذياع لا يستطيع كتمان خبر، وإذاعة السر إظهاره.
  والاستنباط: الاستخراج، يقال لكل ما استخرج حتى تقع عليه رؤية العين أو معرفة القلب: قد استنبط، والنبط الماء الذي يخرج من البئر أول ما يحفر، ومنه:
  إذا قال قولاً أنبط ... الماء في الثرى
  ويقال: أنبط الماء استنبط، ومنه سمي النّبطَ قومٌ لاستنباطهم العيون.
  · الإعراب: الضمير في قوله: «جاءهم» يعود على الطائفة في قوله: «بيت طائفة» على أنها من صفات المنافقين عن ابن زيد والضحاك وأبي علي وأبي القاسم، وقيل: على ضَعَفَةِ المسلمين عن الحسن والزجاج، فأما الضمير في قوله: «لعلمه» فيه قولان: قيل: يعود على أولي الأمر، وقيل: على الفرقة المذكورة من المنافقين أو الضعفة، فالهاء في «أذاعوا به» و «يَسْتَنْبِطُونَهُ» يعود على الأمر، والاستثناء في قوله: «إِلَّا قَلِيلًا» يعود إلى قوله: {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} وقيل: يعود على قوله: {لَعَلِمَهُ}، وقيل: يعود على قوله: {أَذَاعُوا بِهِ} وأجاز الزجاج الوجوه كلها، والأقرب الأول؛ لأنه إذا لم يرجع إلى جميع ما تقدم فالذي يليه وأقرب إليه أولى.
  · النزول: وروي عن عمر بن الخطاب أن النبي ÷ لما اعتزل نساءه دخلتُ المسجد، فإذا الناس يقولون: طلق رسول اللَّه نساءه، فسألت رسول اللَّه ÷ فقال: «لم أطلقهن»،