التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا 86 الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا 87}

صفحة 1661 - الجزء 2

  · اللغة: التحية في اللغة: السلام ومنه: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} قال الشاعر:

  إِنَّا مُحَيُّوكِ يا سَلمَى فَحَيِّينا ... وإِن سَقَيتِ كِرَامَ النَّاسِ فَاسقِينَا

  وقال القطامي:

  إِنَّا مُحَيُّوكَ فَاسلَم أَيُّهَا الطَّلَلُ والتحية: الثناء الحسن، والتحية: البقاء، والتحية: الملك، وقال الشاعر:

  مِن كُلِّ مَا نَالَ الفَتَى ... قَد نِلتُهُ إَلَّا التَّحِيَّه

  يعني الملك، وسمي بذلك لأن الملك يحيا بالسلم، وكل ذلك يفسر به التحيات لله.

  والحسب مصدر حسبت الشيء أحسبه حسبًا وحسبانًا وحسابًا، والحسبان: الظن، والحسب: الكفاية، يقال: أحسبني الشيء كفاني، ومنه: حسبي. والقيامة سميت بذلك لأنهم يقومون من القبور إلى المحشر، وقيل: لأنهم يقومون للحساب وأصله من القيام.

  · الإعراب: «مَنْ أصدق» لفظه استفهام، والمراد به النفي أي لا أحد أصدق منه، وإنما جاز اللفظ بلفظة الاستفهام؛ لأن جوابه على معنى النفي فيما تقتضيه حجة العقل، فجاء على المظاهرة، يرد الإنسان فيه إلى حجة عقله، وكان ذلك أبلغ من إخباره به.