قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا 86 الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا 87}
  اللام في قوله: «ليجمعنكم» لام القسم، كأنه قيل: واللَّه ليجمعنكم.
  «حديثا» نصب على التفسير.
  · النزول: قيل: نزلت الآية الأولى في الَّذِينَ تحلوا بالسلام، والثانية في الَّذِينَ أنكروا البعث ونافقوا، وقيل: إن رجلاً سلم على رسول اللَّه ÷ فقال: السلام عليكم فقال النبي ÷: «وعليكم السلام ورحمة اللَّه»، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه، فقال: «وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته»، ثم جاء آخر وقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، فقال ÷: «وعليكم»، فقيل: يا رسول اللَّه رددت الأول والثاني ولم ترد الثالث، فقال: «إن الأول أبقى من التحية شيئًا، فرددت عليه أحسن مما حيا به، وكذلك الثاني، وإن الثالث حيا بالتحية كلها، فرددت عليه مثل ذلك» فنزلت الآية.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها وجهان:
  أحدهما: أن المراد بالتحية السلام والمسالمة التي هي ضد الحرب، ولا مدخل لغيرها في هذا الموضع، فلما أمر بقتال المشركين أمر بأن من مال إلى السلام وأعطى ذلك من نفسه وحيا المؤمنين بتحيتهم، فاقبلوا منه وردوا عليه مثل ذلك أو أحسن.
  والثاني: أنه لما تقدم ذكر المؤمنين والكافرين اتصل به ذكر التحية، وأنه يرد على كل واحد مثل ما يحيي به.
  ويُقال: كيف اتصل قوله: «لا إلا هو» بما قبله؟
  قلنا: لما أمر ونهى وبين أن لا [إله إلا هو]، فمن سواه [من] أجل ذلك ينبغي أن يطاع، وأنه [هو] المجازي، فاعملوا حسب ما يوجبه حالكم ذلك، وبين وقت