قوله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما 100}
  · اللغة: الهجر: ضد الوصل، وفاجر القوم من دار إلى دار: تركوا الأولى للثانية.
  والرغام: التراب، وقيل: إنه أصل الباب، وأرغم اللَّه أنفه: ألصقه بالتراب، والرغم أن يفعل الإنسان ما يكرهه على كره، هكذا قال الخليل، وقيل: أصله الرغم، وهو الذل، وفعله على رغمة أي على ذلة لما يكره، ومنه الرَّغام: التراب؛ لأنه ذليل، وأرغم اللَّه أنفه يريد به إذلاله. والرُّغام ما يسيل من الأنف؛ لأنه يذل صاحبه، والمُراغَم المذهب والمهرب، وقيل: الموضع الذي يلتجئ إليه الخائف، والمَرَاغِم موضع المراغمة، نحو المقاتل موضع المقاتلة.
  والمراغمة أصله مصدر قولهم: راغم قومه مراغمة، ومراغمًا مصدران، أي نابذتهم يعني لاعنتهم منابذة، ويقال: راغمته: هجرته وعاديته. وقال الشاعر:
  إِلَى بَلَدٍ غَيْرِ دَانِي المَحَلِّ ... بَعِيدِ المُرَاغَمِ والمَضْطَرَبْ أي: المهاجر.
  · الإعراب: «يجد» جواب المجازاة، و «مراغما» مفعول «يجد»، كقولك: يجد مذهبا. «ثم يدركه» جزم؛ لأنه عطف على قوله: «ومن يخرج».
  · النزول: قيل: لما نزلت آيات الهجرة سمعها رجل من خزاعة يقال له: ضمرة، وكان مريضًا، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ويحملوه عليه إلى رسول اللَّه، ÷، ففعلوا، فمات في الطريق، فنزلت الآية، عن قتادة وسعيد بن جبير وعكرمة والسدي. وقيل: مات بالتنعيم، وقيل: بعد أن خرج من الحرم، وروي أنه قال: إن لي من