قوله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما 100}
  المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد فأخرجوني، وقيل: اسمه [جندب] بن ضمرة، وروي أنه لما خرج ومات وبلغ خبره المسلمين، فقالوا: لو بلغ المدينة لكان أتم أجرًا، وقال المشركون: ما أدرك ما طلب، فنزلت الآية.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن من أراد الهجرة، ولم يبلغ المقصد فله عظيم الأجر، فقال سبحانه: «وَمَنْ يُهَاجِرْ» يعني يفارق أهل الشرك هربًا بدينه إلى أرض الإسلام «يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا» قيل: متحولاً من أرض إلى أرض، عن ابن عباس والضحاك والربيع، وقيل: مهاجرًا، عن ابن زيد وأبي عبيدة وأبي مسلم، وقيل: مطلبًا للمعيشة، عن السدي مخرجًا عما أنكره، عن مجاهد، وقيل: كان إذا أسلم الرجل خرج من قومه «مُرَاغَمًا» أي مغاضبًا لهم مهاجرًا مقاطعًا، وقيل: للمذهب مراغم، عن [القتبي]، وقيل: ما يرغم أعاديه، ومن كان يمنعه من الهجرة، ويمتنع به من آذاهم وضررهم، عن أبي علي «وَسَعَةً» قيل: السعة في الرزق، عن ابن عباس والربيع والضحاك ومقاتل، وقيل: سعة في إظهار الدين لما كان يلحقهم من تضييق المشركين عليهم في أمر دينهم، حتى منعوا من إظهاره، عن قتادة، وقيل: مذهبًا واسعًا لا يضيق عليه سلوكه، وقيل: هو الخروج من الضلالة إلى الهدى، ومن العيلة إلى الغنى «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيتِهِ مُهَاجِرًا» من داره «إِلَى اللَّه وَرَسُولِهِ» يعني إلى حيث أمره اللَّه وأمره رسوله، أو حيث يرضي اللَّه ورسوله، أو حيث يأمر اللَّه وحيث يأمر الرسول «ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ» قبل أن يصل إلى دار الهجرة «فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» أي استوجب أجر هجرته «وَكَانَ اللَّه غَفُورًا» ساترًا لذنوب عباده «رَحِيمًا» بالعفو عنهم، وقيل: غفورا لما كان من تأخر الهجرة، رحيمًا بإيجاب الأجر على من لم يتم الهجرة، لحسن النية.