قوله تعالى: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا 101}
  · الإعراب: «الَّذِينَ كَفَرُوا» محله رفع؛ لأن الفتنة مضافة إليه، ومفعوله الكاف والميم في قوله: «يَفْتِنَكُمُ».
  و «عدوا» خبر (كان)، و «مبينًا» نعته، واسم (كان) مضمر في كانوا ثم الجميع خبر (إنَّ).
  · النزول: قيل: نزلت الآية في صلاة الخوف، وقيل: في صلاة السفر، وذكر الأصم أن النبي ÷ كان ببطن نخلة فبرز لحاجته، فأتاه مشرك يريد الفتك به، وقال: يا محمد أرني سيفك، فأعطاه سيفه، فهزه وقال: ما يمنعك مني؟ قال: (اللَّه تعالى)، فشام السيف، وانصرف، فنزلت الآية في قصر الصلاة، ونزل فيها: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} الآية.
  · النظم: لما أمر تعالى بالجهاد والغزو والهجرة، بين صلاة السفر والخوف رحمة منه تعالى، وتخفيفًا لعباده، واختلفوا في نظم هذه الآية وما بعدها، فقال الأصم وأبو علي: إنه تعالى رخص للمسافر القصر بشرطين: السفر والخوف، وثبت بالسنة القصر للمسافر مع الأمن، ونَظْمُ الآية: ليس عليكم حرج إن قصرتم في الصلاة في السفر إذا خفتم العدو، ثم ابتدأ ببيان صلاة الخوف بقوله: «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ» الآية، وهذا مروي عن عمر وعلي وابن عمر وجماعة.
  وقال بعضهم: الآية في صلاة الخوف خاصة، وتقديره: ليبس عليكم جناح إذا كنتم على سفر وخفتم أن تقصروا الصلاة، فتكون في السفر والخوف ركعة واحدة،