قوله تعالى: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا 103}
  · اللغة: اطمأن به المكان يطمئن طمأنينة، وطأمنته منه سكنت.
  وأصل الكتابة الجمع، يقال: كتبت الكتاب أكتبه، والكتاب: الفرض أيضًا والحكم، والكتاب: القدر، قال النابغة:
  يا ابنَةَ عَمِّي كِتابُ اللَّه أَخرَجَني ... عَنكُم وَهَل أَمنَعَنَّ اللَّه ما فَعَلا
  وقال ابن الأعرابي: الكاتب عنده العالم.
  والوقت: الزمان، والموقوت: الشيء المحدود، والميقات: مصير الوقت، قال أبو مسلم: العرب تقول للشيء المحدود موقوت، وفي الذي يضرب له أجله يُسَمَّى له وقت موقت.
  · المعنى: لما بين حال الخوف أوجب الانقطاع إلى اللَّه تعالى، وذكره في كل حال واستنجاز وعده، فقال تعالى: «فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ» أي فرغتم أيها المؤمنون من صلاة الخوف وأنتم بإزاء العدو «فاذْكُرُوا اللَّهَ» على كل أحوالكم «قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ» فيه قولان:
  الأول: اذكروه بالتعظيم والتسبيح والتحميد والدعاء والاستعانة به على العدو بكل حال، عن الحسن وابن عباس والأصم، وقيل: فاذكروه بتوحيده.
  الثاني: أنه أراد بالذكر الصلاة يعني إذا عزمتم على الصلاة فأدوها قائمين إن استطعتم، وقعودًا إن لم تستطيعوا القيام، وعلى جنوبكم إن كنتم مرضى لا تستطيعون القعود، وروي ذلك عن ابن عباس، قال القاضي: والأول أقرب، والثاني يبعد؛ لأنه