قوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106}
  والمخاصمة: المنازعة، والخصم يستوي فيه الواحد والجمع والذكر والأنثى، والخصام مصدر خاصمته مخاصمة وخصامًا.
  والخائن: ضد الأمين، وأصله الخيانة، وأصله النقصان، والتخون: التنقص، يخون فلان حقي أي ينقص.
  · الإعراب: الباء في قوله: «بالحق» يعني أنزل. على وجه الحق، وقيل: نزل على الحق، وتبين الحق.
  · النزول: قيل: نزلت الْآية في درعٍ كانت وديعة عند [طعمة] بن أبيرق، فجحدها، ولم يكن عليه بينة وجادل عنه قومه، وأبوا عليه، فقبل رسول اللَّه ÷ وهمّ بالدفع عنه، فنزلت الآية، وبَيَّنَ أمره، عن السدي والضحاك. وقيل: إنه سرق درعًا فجادل عنه قومه عن الحسن وابن زيد.
  وعن قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشر منافقًا، وكان شاعرًا يهجو رسول اللَّه ÷ وينحله غيره، فنقب بيت رفاعة بن زيد وحمل منه طعامًا وسلاحا فاتهم هو به، فرمى به لبيد بن سهل وكان مسلمًا صالحًا، فاخترط لبيد سيفه وقال: واللَّه لتبينن بأني بريء من هذه السرقة أو ليخالطنكم هذا السيف، فقالوا: إليك عنا ... [ما أنت بصاحبها] فذكر ذلك لرسول اللَّه ÷ فجمعهم، فقالوا: إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل صلاحٍ وإسلام يرميهم بالسرقة من غير بينة، فقال ÷: «يا قتادة، عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح فرميتهم بالسرقة من غير بينة»، فوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول اللَّه ÷ ولم يلبث أن نزل جبريل ونزل القرآن: «وَلاَ تَكُنْ