قوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106}
  بمصالحكم حيث أمركم بالجهاد «حَكيمًا» في تدابيره في عباده، وقيل: عليمًا بعباده إذ وكل بعضهم إلى حرب بعض، حكيمًا فيما قضى من ذلك، وقيل: عليم بكم وبهم، حكيم فيما أمركم فيهم، واتباع أمر الحكيم واجب، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الجهاد وإن أصابته الآلام لما يرجى من عواقبه.
  وتدل على وجوب تقوية النفس ما أمكن.
  وتدل على وجوب الجهاد ابتداء؛ لأنه أوجب طلبهم من غير تقدم سبب.
  وتدل على أن الواجب لا يسع تركه لخوف المكاره، وتدل على أن للمجاهد أن يجاهد لطلب الثواب.
  وتدل على أنه يجوز له طلب المعونة.
  وتدل على جواز الحجاج وصحة المعارضة؛ لأن قوله: «فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ» معارضة.
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ١٠٥ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ١٠٦}
  · اللغة: الحق: وضع الشيء موضعه على ما تقضيه الحكمة، ويقال لله تعالى الحق، أي ذو الحق، وفي الكتاب أنه حق معنيان: أحدهما: ذو الحق، والثاني: أنه وضع على ما تدعو إليه الحكمة.