التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما 107 يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا 108 هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا 109}

صفحة 1734 - الجزء 3

  والتبييت: التدبير للشيء بالليل؛ لأنه دبر في وقت رواح الناس إلى بيوتهم، وقيل: معناه التبديل في لغة بعض العرب، قال الشاعر:

  وبَيَّتَ قَوْلي عِنْدَ المَلِيكِ ... قَاتَلَكَ اللهُ عَبْدًا كَنُودًا

  والوكيل: المجعول إليه القيام بالتدبير.

  · الإعراب: يقال: لم كثرت هاء التنبيه مع (ذا) دون (ذلك)؟

  قلنا: لأن في (ذلك) زيادة من اللام والكاف، فصارتا كالعوض الذي يغني عن علامة التنبيه مع الاستفتاح ليحمل الاسم كثرة الزيادات.

  ويقال: ما معنى (هَؤُلَاءِ) ههنا؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: قال الزجاج: بمعنى الذي؛ لأن المخاطب ب (أنتم) لا يحتاج إلى الإشارة إلى نفسه.

  الثاني: أن يكون على جهة البيان والتأكيد؛ لأنه ليس فيه أكثر من الأول، فيصير بمنزلة: فعلت أنت، وفعل هو.

  · النزول: قيل: نزلت الآيات في قصة الذي سرق وقصة [طعمة] بن أبيرق أو غيره على ما تقدم من قصته.

  · المعنى: ثم نهى عن المجادلة والذب عن الخائنين، وأكد ذلك، فقال سبحانه: «وَلاَ