التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 38 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 39}

صفحة 344 - الجزء 1

  وأجمع القراء على إثبات الألف في «هداي» وتحريك الياء. وروي عن الأعرج: هُدَايْ بسكون الياء، وهو غلط إلا أن يكون نوى الوقف، وروي عن بعضهم: هُدَيَّ - على مثال عُليّ وهي لغة هذيل.

  · اللغة: الإتيان والمجيء والإقبال نظائر، ونقيضه الذهاب، يقال: أتى إتيانا: جاء، وآتى بالمد إيتاء بمعنى أعطى إعطاء.

  والهدى: الدلالة والبيان.

  والاتباع: الاقتداء، واتبع فلان فلانًا فالتابع التالي، وجاء في الحديث: القادة والأتباع؛ فالقادة: السادة، والأتباع الذي يتبعونهم.

  والخوف: الفزع: ونقيضه الأمن خاف يخاف خوفًا.

  والحزن: الغم، ونقيضه السرور، ويقال: حزن حزنًا، وحَزَنَهُ غيره، ويقال: حَزَنَنِي يَحْزُنُنِي حزنًا، فأنا محزون، وأحزنني يُحْزِنُنِي إحزانًا فأنا مُحْزَن، وأصله غلظ الهم، ومنه يقال للأرض الغليظة: حَزْن.

  والصاب: القرين، وأصله الملازمة، ومنه أصحاب فلان إذا لازموه. ويقال: صاحب وصحب وأصحاب، وهو جمع الجمع.

  والخلود الدوام، ومنه جنة الخلد، ومنه: ليس الدنيا بدار خلود.

  والآية والدلالة والحجة والبرهان نظائر، وأصل الآية العلامة.

  · الإعراب: يقال: لم دخلت (ما) في قوله: «فَإمَّا يَأْتِيَنكُّمْ مِنّي هُدًى»؟

  قلنا: دخلت مع (إن) للجزاء ليصح دخول النون للتوكيد في الفعل؛ إذ لو