قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 38 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 39}
  وأجمع القراء على إثبات الألف في «هداي» وتحريك الياء. وروي عن الأعرج: هُدَايْ بسكون الياء، وهو غلط إلا أن يكون نوى الوقف، وروي عن بعضهم: هُدَيَّ - على مثال عُليّ وهي لغة هذيل.
  · اللغة: الإتيان والمجيء والإقبال نظائر، ونقيضه الذهاب، يقال: أتى إتيانا: جاء، وآتى بالمد إيتاء بمعنى أعطى إعطاء.
  والهدى: الدلالة والبيان.
  والاتباع: الاقتداء، واتبع فلان فلانًا فالتابع التالي، وجاء في الحديث: القادة والأتباع؛ فالقادة: السادة، والأتباع الذي يتبعونهم.
  والخوف: الفزع: ونقيضه الأمن خاف يخاف خوفًا.
  والحزن: الغم، ونقيضه السرور، ويقال: حزن حزنًا، وحَزَنَهُ غيره، ويقال: حَزَنَنِي يَحْزُنُنِي حزنًا، فأنا محزون، وأحزنني يُحْزِنُنِي إحزانًا فأنا مُحْزَن، وأصله غلظ الهم، ومنه يقال للأرض الغليظة: حَزْن.
  والصاب: القرين، وأصله الملازمة، ومنه أصحاب فلان إذا لازموه. ويقال: صاحب وصحب وأصحاب، وهو جمع الجمع.
  والخلود الدوام، ومنه جنة الخلد، ومنه: ليس الدنيا بدار خلود.
  والآية والدلالة والحجة والبرهان نظائر، وأصل الآية العلامة.
  · الإعراب: يقال: لم دخلت (ما) في قوله: «فَإمَّا يَأْتِيَنكُّمْ مِنّي هُدًى»؟
  قلنا: دخلت مع (إن) للجزاء ليصح دخول النون للتوكيد في الفعل؛ إذ لو