قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا 115 إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا 116}
  وجلست مما يليه مما يقاربه، والولي: المطر؛ لأنه يلي الوَسْمِيَّ فيجيء بعده، ومنه سمي الولي لقربه.
  وأصل الصلا اللزوم، أَصْلَى يُصْلِي إصْلاءً، وقيل: سمى الصلاة للزوم الدعاء طلبًا للإجابة ومنه المُصَلَّى للفرس اللازم لأثر السابق.
  · الإعراب: و (يتبع) جزم؛ لأنه عطف على. قوله: «ومن يشاقق»، وجزم لأنه شرط و «نوله» جواب.
  «مصيرا» نصب على التمييز، أي ساءت جهنم موضعًا.
  و «ضلالاً» نصب على المصدر، و «بعيدًا» نعتٌ له.
  · النزول: قيل: نزلت في شأن ابن أبيرق فإنه لما رأى أن اللَّه تعالى قد أظهر سره وَبرَّأَ اليهودي ارتد ولحق بمكة، ومات بها كافرًا، وروي أنه نقب بيتا للحجاج بن علاط السلمي للسرقة، فتهدم عليه الجدار فقتله، ذكره الأصم، وروي أنه أخذ في ذلك النقب وعذب، فقال: لا تشمتوا بي محمدًا، فأخرجوه من مكة، ولحق ركبًا من قضاعة فسرق منهم فأدركوه وقتلوه بالحجارة، وروي أنه ركب سفينة، فسرق كيسًا فيه دنانير فأخذ، وألقي في البحر، وروي أنه نزل في حرة بني سليم، فكان يعبد صنمًا لهم إلى أن مات، فخسر الدنيا والآخرة.
  وقيل: نزلت في نفر من قريش قدموا المدينة وأسلموا، ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين، وعبدوا الأصنام، عن الضحاك عن ابن عباس.
  وقيل: نزل قوله: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ..» الآية في شيخ قال: يا رسول اللَّه، إني شيخ منهمك في الذنوب، إلا أني لم أشرك بِاللَّهِ شيئًا مذ آمنت، ولم أتخذ من دونه وليًا، ولم أواقع المعاصي جرأة على اللَّه، وإني لنادم تائب مستغفر، فما حالي عند اللَّه؟ فأنزل اللَّه تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ...» الآية، عن الضحاك عن ابن عباس.