التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا 117 لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا 118 ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا 119 يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا 120 أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا 121}

صفحة 1748 - الجزء 3

  الْمُمَلَّس، ومنه: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ} يعني مملسا، وشجرة مرداء إذا تناثر ورقها لإملاسه منها، وغلام أمرد؛ لأنه أملس موضع اللحية، وقد مرد الرجل تمرد مرودًا إذا عتا وخرج عن الطاعة لإملاسه؛ لعتوه عنها.

  وأصل اللعن: البعد، ومنه قيل للطريد: لعين، ويقال: ذئب لعين، أي طريد بعيد من الخير.

  والاتخاذ: افتعال من الأخذ، والاتخاذ: أخذ الشيء على جهة الإعداد بحال من الأحوال، ومنه: اتخذ السلاح.

  والفرض: التقدير، وقيل: الواجب، وأصله: الحَز في سِيَةِ القوس، حيث يشد الوتر، ومنه: الواجب لتأثيره في النفس، ومنه: الفارض المسنّة؛ لأن الزمان أثر فيها. والمفروض: المعلوم؛ لثبات العلم به كثبات الحز.

  والتبتيك: التقطيع، بَتَّكَهُ يُبَتّكُهُ تبتيكًا، إذا قطعه، وأصله بتكت الشيء: قطعته أَبْتِكُهُ بتكًا، والبتك: أن يقبض على شعره، فيجذبه فيبتك، وكل طائفة من ذلك الشعر بِتْكَة، والجمع بِتَكٌ، قال الشاعر:

  طَارَتْ وفي كَفِّهِ مِنْ رِيشِهَا بِتَكُ

  والأمنية: تقدير ما يشتهى في النفس للاستمتاع به، والجمع أماني.

  والغرور: إيهام النفع فيما فيه الضرر، يقال: غره يغره.

  والوعد: الخبر بنفع واقع في المستقبل، والوعيد: الخبر بضرر في المستقبل، ثم يستعمل الوعد في الضرر.

  والمأوى: المستقر الذي يصير إليه صاحبه، يقال: آوى يأوي إلى مأواه، إذا صار إلى منزله، وآوى غَيْرَهُ يُؤْوِيه إيواء: إذا اتخذ له مأوى.