التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا 123}

صفحة 1754 - الجزء 3

  والثاني: بيان الوعد على كل واحد من الصنفين.

  «سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ» قيل: من تحت أشجارها وأبنيتها الأنهار «خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا» لا تنقطع حياتهم ولا نعيمهم «وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا» يعني وعده لأوليائه حق لا خلف فيه، لا كوعد الشيطان وحزبه «وَمَنْ أَصْدَقُ» هو استفهام والمراد به النفي، أي لا أحد أصدق من اللَّه قولاً فيما أخبر ووعد وأوعد «مِنَ اللَّهِ قِيلاً» أي قولاً.

  · الأحكام: تدل الآية على أن الجنة تنال بالإيمان والأعمال الصالحة، خلاف قول المرجئة.

  وتدل على دوام الجنة، خلاف قول جهم.

  وتدل على أنه لا خلف في وعده ووعيده، خلاف ما يقوله بعض المرجئة من جواز خلف الوعيد.

قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}

  · اللغة: المُنَى: جمع منية، والأمنِيَّة «أُفْعُوَلة» من ذلك، وأصله التقدير، يقال: منى له الماني، أي قدر المقدر، ومنه سميت المنية؛ لأنها مقدَّرة.

  · الإعراب: يقال: أين اسم (ليس)؟

  قلنا: مضمر فيه، على معنى ليس الثواب الذي تقدم ذكره والوعد به بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، يعني أنها لا تستحق بالأماني، وإنما تستحق بالأعمال الصالحة،