قوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا 124 ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا 125 ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا 126}
  الناقور، والنقير: نكتة في ظهر النواة كأنه نقر فيه، والنقير: خشبة تنقر، وينبذ فيها، وقد ورد النهي عنه ثم نسخ.
  والملة قيل: السيرة، وقيل: الطريقة، وقيل: أصله في العدو مثل الذئب إذا عدا.
  والحنيف: المائل إلى الحق، وقيل: أصله الاستقامة، والحنيف: المستقيم.
  والخلة: إضفاء المودة التي توجب الاختصاص بتخلل الأسرار، وقيل: إنه من الخلة التي هي الحاجة، فخليل اللَّه المحتاج إليه المتوكل عليه.
  والإحاطة بالشيء: الاحتواء عليه، وذلك يكون بالذات والقدرة والعلم.
  · الإعراب: (مَن) في قوله: «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ» قيل زائدة، وقيل: للتبعيض؛ لأنه يستحق الثواب على ما لم يحبطه، وقيل: لأن العبد لا يطيق جميعها فوعد على فعل البعض، وهو ما يطيقه، وقيل: إنه لبيان الجنس، وقيل: في قوله: «وَهُوَ مُومِنٌ» فوحد ثم قال: «فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ» فجمع لأن (مَنْ) لفظها واحد ومعناها الجمع، فمرة تخرج على اللفظ ومرة على المعنى، ولأنه اسم مبهم.
  وقيل في قوله: «وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ» ولم يقل: مَنْ، وإن كان يغلب ما يعقل؛ لأنه ذهب به مذهب الجنس.
  · النزول: عن مسروق لما نزل: «لَيسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ...» الآية. قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواء، فنزلت الآية: «وَمَنْ يَعْمَلْ» «وَمَنْ أَحْسَنُ».
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟