التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا 133 من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا 134}

صفحة 1775 - الجزء 3

  · الإعراب: «من كان يريد» قيل: معناه التوكيد كقوله: {مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩} قال علي بن عيسى: وذلك لا يصح؛ لأنها تزاد للتوكيد فيما وقع، وفي الجزاء لم تقع وقيل: معناه يكن.

  ويقال: كيف دخلت الفاء في جواب الشرط، وعنده تعالى ثواب الدنيا والآخرة وقعت هذه الإرادة أو لم تقع؟

  قلنا: تقديره فينبغي أن يطلب ثواب الدنيا، وقيل: تقديره: فاللَّه يعطيه ثواب الدنيا والآخرة.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: لما ذكر ملك السماوات والأرض وغناه عن الخلق ذكر اقتداره على خلقه بالإهلاك والإنجاء والاستبدال، ثم ذكر في الآية الثانية عظيم ملكه وقدرته بأن جزاء الدارين عنده، ذكره على بن عيسى، وقيل: لما ذكر أن له ما في السماوات والأرض بقدرته عليها، ذكر قدرته على التغيير والتبديل والإفناء والإعادة، ثم عقب ذلك ببيان كمال قدرته بأن عنده جزاء الدنيا والآخرة، فمن أراد شيئًا منها فهو القادر على إيصاله إليه، عن أبي مسلم.

  · النزول: قيل: نزلت في الَّذِينَ خانوا في الدرع الذي مضى ذكره، وذكر الأصم أن العرب كانت تنكر البعث، ويقولون: لا دار إلا الدنيا، وهي طلبتهم، فأنزل اللَّه تعالى الآية، وأمرهم بطلب الدارين من عنده.

  · المعنى: «إِنْ يَشَأْ» يعني اللَّه الذي له ما في السماوات والأرض إن يشأ «يُذْهِبْكُمْ» قيل: فيه