قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا 136 إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا 137}
  بن كعب، وغيرهم، جاؤوا إلى النبي ÷، وقالوا: نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وبعزير، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل، فقال ÷: «بل آمنوا بكل كتاب منزل وكل نبي مرسل»، فقالوا: لا نفعل، فنزلت الآية، فجاؤوا وقالوا: نؤمن بك وبكل كتاب منزل، وكل نبي مرسل، ولا نفرق بين أحد منهم كما فعلت اليهود والنصارى، عن أبي صالح عن ابن عباس، وقيل: نزلت في المنافقين، حكاه الزجاج.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:
  أحدها: لما بين الأحكام عقبه بالدعاء إليه، والإيمان بالأنبياء والكتب؛ لأنه من شرائع الإسلام.
  وثانيها: أنه يتصل بقوله: «كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ» وذلك الإيمان على وجه المذكور.
  وثالثها: أنه عاد الكلام إلى ذكر المنافقين وقد تقدم ذكره.
  · المعنى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» خطاب للمؤمنين المخلصين، أي صدقوا اللَّه ورسوله، عن الحسن وأبي العالية والأصم وأبي علي وأبي مسلم وجماعة «آمِنُوا» أي: دوموا على الإيمان في مستقبل عمركم، وقيل إنه خطاب لليهود والنصارى، عن ابن عباس، تقديره: يا أيها الَّذِينَ آمنوا [و] صَدَّقّوا موسى والتوراة وعيسى والإنجيل آمِنوا بمحمد وجميع الأنبياء والكتب، فذكر على هذا الوجه لوجهين:
  أحدهما: أن الإيمان به يلزمهم كما لزمهم بمن قبله.
  والثاني: للبشارة التي وجدوها في كتبهم، فلهذا قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا»