قوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا 142 مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا 143}
  والنفاق: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، والرياء عيب، والنفاق كفر.
  والتذبذب: الاضطراب والارتياع، قال النابغة:
  أَلمْ تَرَ أَنَّ الله أَعْطَاكَ سُورَةً ... تَرَى كُلَّ مَلكٍ دُونها يَتَذَبْذَبُ
  يقال: ذبذبه ذبذبة، وتذبذب تذبذبًا: جعله مضطربًا، ومنه: الذبذب دوابة لاضطرابها، والمذبذب والمذبب بمعنى، وهو المطرود، والذب: الطرد، ومثله في إظهار التضعيف كب وكبكب قال اللَّه تعالى: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم} وقال: {فَكُبْكِبُوا} وقال الشاعر:
  خَيَالٌ لِأمِّ الَّسلْسَبِيلِ وَدُونَها ... مسافة شَهْرٍ للبريدِ المُذَبْذَبِ
  كأنه يريد المعجل.
  · الإعراب: {مُّذَبْذَبِينَ} نصب قيل: صفة للمنافقين، وقيل تقديره: لا يذكرون اللَّه إلا قليلاً مذبذبين بين ذلك؛ أي: يذكرون اللَّه في هذه الحالة.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى من خبث أفعالهم، فقال سبحانه: «إِنَّ الْمنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ» قيل: يخادعون نبي الله بما يظهرون من الإيمان لحقن دمائهم، ومشاركة المسلمين في الأحكام، عن الأصم، وقيل: يخادعون أولياء اللَّه من المؤمنين بما أظهروا لهم حتى يعدوهم من جملتهم، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤذونَ اللَّهَ}، يعني أولياءه، فأضافه إلى نفسه تعظيمًا لهم، عن أبي علي، وقيل: يعاملونه عمل المخادع بما يظهرون خلاف ما يبطنون، فيحقن به دمهم، عن أبي مسلم «وَهُوَ خَادِعُهُم» قيل: