قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا 144 إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا 145 إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما 146}
  · اللغة: السلطان: القوة، والسلطان: الحجة وأصله التسليط، وهو التقوية مع التحريض، سلّطته على كذا فتسلّط عليه، ومنه السلاطة: سوء اللسان، ويقال: سَلُطَ الرجل سَلاطَةً، ومنه السلطان؛ لأنه مسلط على تقويم الناس.
  والدرك: أصله اللحوق، يقال: أدرك قتادة الحسن، ومنه: {إِنَّا لمُدْرَكُونَ} وأدرك الغلام، وأدرك الطعام، وتدارك الأمر: تلاحق، والدرك: ما يلحق من التَّبِعَة.
  والاعتصام: الامتناع بالشيء مما كان معه ضرر وفساد، والاعتصام بِاللَّهِ: الامتناع بطاعته من كل ما كان فيه إثم، وأصله المنع من قولك: عصمه، أي: منعه، والعصمة: اللطف الذي يمنع لمكانه من المعصية.
  · الإعراب: السلطان يذكر ويؤنث إلا أن القرآن جاء بالتذكير، وحذفت الياء من «يؤت اللَّه» في اللفظ كما حذف في الخط لالتقاء الساكنين.
  · المعنى: ثم نهى عن موالاة المنافقين، وألحق الوعيد بهم وبين طريق نجاتهم، فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ» يعني لا تتخذوهم أنصارًا، ولا تؤازروهم على أهل ملتكم «أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا» هذا استفهام، والمراد به التقرير أي تجعلون لله عليكم حجة تستوجبون منه العذاب، كما استوجبه أهل النفاق، وقيل: لا تجعلوا حجة في عقوبتكم بارتكاب ما نهاكم عنه، وقيل: [لا] تسلطوا على أنفسكم عقابه بفعل ما نهاكم عنه، عن أبي مسلم.