قوله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما 148}
  قال: «إن ملكًا كان يجيب عنك، فلما رددت ذهب الملك، وجاء الشيطان، فلم أجلس عند مجيء الشيطان»، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في وصف الرجل بما فيه أنه لا يجوز الكشف إلا للمظلوم، ويدعو على من ظلمه، فيقول: شتمني وسرق مني، عن أبي علي.
  · النظم: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:
  أولها: لما سبق ذكر أهل النفاق، وهو الإظهار خلاف الإبطان بين أنه ليس كل ما يقع في النفس يجوز إظهاره؛ لأنه ربما يقع ظنًّا، وقد يقع مثله في مستور عند النَّاس، فأما إذا تحقق جاز إظهاره، عن علي بن عيسى.
  الثاني: أنه تقدم في السورة ذكر النساء واليتامى وما فرض في بابهم، وأخبار الجهاد والمجاهدين فالأولى أن يُرَدَّ قوله: «لاَ يُحِبُّ اللَّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ» إلى أمر النساء واليتامى متى خافت من زوجها نشوزًا، أو خافت اليتيمة عضل الولي أو خان في مالهم، أو منعوا من دفع ذلك إليهم، وما يجري هذا المجرى ممن ظلم أن يظهر أمره ويشكو من ظلمه، عن أبي مسلم.
  الثالث: لما تقدم ذكر المنافقين وما حكى من أقوالهم وأفعالهم بين ما يجوز أن يظهر من حال الإنسان والكشف عنه، وما لا يجوز، فمما يجوز: أن يُظْلَمَ فَيُظْهِرَ على وجه المخاصمة، ومما لا يجوز فيمن ظاهره الستر لا يجوز الكشف عن حاله، في معنى قول أبي علي.
  · المعنى: «لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» فيه أقوال: