قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم 176}
  · اللغة: الاستفتاء: استفعال من الفتيا، وهو السؤال عن الحكم، يقال: أفتى في المسألة إذا بين حكمها، فَتْوًى وفُتْيًا فهو مُفْتٍ.
  والكلالة قال المبرد: من تَكَلَّلَ به من النسب أي: أطاف، ومنه الإكليل لإطافته بالرأس، والولد خارج من ذلك، وقال ابن الأعرابي: الكلالة بنو العم الأباعد، والمروي عن أبي بكر أن من مات وليس له ولد ولا والد فورثته كلالة، والكلالة: مصدر من تَكَلَّلَهُ النسب أي: يعطف عليه، ويُقال: لم يَرِثْهُ كلالة؛ أي: لم يرثه عن عرض، بل عن قرب واستحقاق، قال الفرزدق:
  وَرِثْثُمْ قَنَاةَ المُلْكِ لا عَنْ كَلاَلَةٍ ... عَنِ ابْنَي مَنافٍ عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ
  والحظ: النصيب والجَدُّ، يقال: فلان أحظى من فلان، فهو محظوظ، وجمع الحظ قيل: أَحَاظٌ على غير قياس، وقيل: أَحُظٌّ، وقيل: حُظوظ.
  · الإعراب: في الآية حذف في مواضع فمنها في قوله: «يستفتونك» يعني في الكلالة، فحذف لأن ذكره في الجواب دل عليه على العادة في الإيجاز، عن أبي مسلم، ومنها في قوله: (ليس له ولد وله أخت) فحذف ذكر الأب؛ لأن الأخت لا ترث مع الوالد كما لا ترث مع الولد، فدل المحذوف على أن الفتيا في الكلالة، ومنها في قوله: «وَلَهُ أُخْتٌ» يعني من أبيه وأمه أو من أبيه؛ لأن الأخت من الأم والأخ من الأم بُيِّنَ في أول السورة بالإجماع، ومنها في قوله: «أن تضلوا» قيل: ألا تضلوا، فحذف «لا» كما تحذف مع القسم في: واللَّه أبرح قاعدًا؛ أي: لا أبرح قاعدًا، وقيل: كراهة أن تضلوا كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} أي: أهل القرية عن المبرد، قال الشاعر: