التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم 3}

صفحة 1863 - الجزء 3

  والموت خلاف الحياة، ومَيْت ومَيِّت بالتخفيف والتشديد لغتان، والميت كل حي فارقته الحياة بغير تذكية، وقيل: إنه معنى يضاد الحياة، وقيل: ليس هو بمعنى وإنما هو إبطال الحياة بغير تذكية، قال القاضي: وقد دل السمع على أنه معني في قوله تعالى: {خَلَقَ الموتَ وَالحياة} وهو مقدور للقديم تعالى فقط.

  والإهلال: رفع الصوت، يقال: أهل بالحج إذا رفع صوته به، واستهل الصبي صاح حين سقط من بطن أمه، قال ابن أحمر:

  يَهِلَّ بالفَرقدِ رُكْبَانُهَا ... كَمَا يَهِلُّ الرَّاكِبُ المعتمِرْ

  والهلال سمي هلالا لأنه يرفع الصوت عنده، وقيل: لأنه أول ما يُرَى.

  ويقال: خنقه خنقًا: إذا ضغطه، والمِخْنَقَة: هي القلادة، والخانِقُ: شِعْبٌ ضيق، والمنخنقة: أن تخنق بحبل حتى يموت.

  والوقذ: شدة الضرب، وشاة موقوذة: قتلت بالخشب، وَقَذَهُ يَقِذُهُ وقذًا، وهو وقيذ إذا ضربه حتى هلك، قال الفرزدق:

  شغَّارَةٍ تَقِذُ الفَصيلَ بِرِجلِها ... فَطّارَةٍ لِقَوادِمِ الأبَكارِ

  الردى: أصله الهلاك، والتردي: التهور، يُقال: ردى في البئر وتردى.

  والذكاة: تمام فري الأوداج، ومنه: ذكيت النار أتممت إشعالها، ومنه: الذكاء: الفطنة، وذكاء الشمس.