التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 15 يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم 16}

صفحة 1913 - الجزء 3

  أَكُرُّ عَلَى الْحَرُورِيِّينَ مُهْرِي ... وَأَحْمِلَهُمْ عَلَى وَضَحِ الصِّراَطِ

  · الإعراب: يقال: لم قال: «يَا أَهْلَ الْكِتَاب»، ولم يقل الكتابين، والخطاب لليهود والنصارى؟

  قلنا: لأنه أخرج الكلام مخرج الجنس، فإنهم أهل كتاب واحد، وقيل: الخطاب لكل واحد من الفريقين على طريق الانفراد.

  · النزول: روي أن نفرًا من اليهود اجتمعوا لأجل زانيين زنيا، فقالوا: نتحاكم إلى محمد فجاءوه وسألوه فقال: «من أعلمكم بالتوراة»؟ قالوا: ابن صوريا، فدعاه، وناشده اللَّه أن يخبره بحد الزنا في التوراة فقال: الرجم، فرجمهما، وقال: «أنا أول من أحيا سنة أماتوها»، ففي ذلك نزلت الآية، عن قتادة.

  · المعنى: لما أخبر تعالى عن الفريقين فيما تقدم جمعهم في المخاطبة، وذكرهم ما آتاهم النبي ÷ من أسرار كتبهم احتجاجًا عليهم فقال - سبحانه -: «يَا أَهْلَ الْكتابِ» يعني يا معشر اليهود والنصارى ودعاهم بألطف كلام «قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا» يعني محمدًا ÷ «يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ» يعني يظهر لكم كثيرًا مما تخفون من التوراة والإنجيل قيل: صفة محمد ÷ ووجوب الإيمان به، وقيل: رجم الزانيين، وقد كانوا أخفوه، وأشياء أخر قد كانوا حرفوها بسوء التأويل، عن قتادة، وقيل: