قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45}
  · اللغة: الاستعانة: طلب المعونة، يقال: استعان به فأعانه.
  والصبر: حبس النفس عما ينازع إليه، ونقيضه الجزع، قال الشاعر:
  فَإِنْ تَصْبِرَا فَالصَّبْرُ خَيْرُ مَغَبَّةٍ ... وَإِنْ تَجْزَعَا فَالأَمْرُ مَاَ تَرَيانِ
  والصبور: الكثير الصبر.
  والخشوع والخضوع والتذلل نظائر، ونقيضه الاستكبار، يقال: خشع خشوعًا، والخاشع المسكين، والخاشع الخاضع، والخاشع الراكع في بعض اللغات، عن ابن دريد.
  · الإعراب: يقال: على أي شيء يعود الضمير في قوله: «وَإنَّهَا»؟
  قلنا: فيه خلاف، فبعضهم يقول: يعود الضمير على مذكور، وبعضهم يقول: على محذوف.
  فأما من قال بالأول ففيه ثلاثة أقوال: على الصلاة، وقيل: على الاستعانة، يعني أن الاستعانة بهما لكبيرة، وقيل: جميع ما تقدم ذكره من قوله: «يَا بَني إِسْرَائِيلَ» إلى ما ههنا، عن أبي علي.
  ومن قال بالثاني فلهم فيه خمسة أقوال: قيل: على الإجابة للنبي ÷ عن الأصم، وليس بالوجه؛ لأنه لم يَجْرِ له ذكر، ولا هو المعلوم الذي لا يتوجه الكلام إلا عليه، وقيل: أراد مؤاخذة النفس بهما لكبيرة، وقيل: أراد به ما تقدم، وقيل: أراد الصلاة وضروب الصبر؛ لأن الصبر ينقسم، عن القاضي، وقيل: هذه الفعلة لكبيرة، عن أبي مسلم.