التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون 22 قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين 23 قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون 24}

صفحة 1926 - الجزء 3

  · القراءة: قراء العامة: «يخافون» بفتح الياء، وعن سعيد ين جبير: «يُخَافون» بضم الياء، وروي تأويل ذلك عن ابن عباس أنهما كانا من الجبارين أنعم اللَّه عليهما بالإسلام، واتبعا موسى.

  · اللغة: أصل الجبار قيل: هو الإجبار على الأمر كالإكراه عليه، جَبَرْتُ العظم فَجُبِرَ كأنك أكرهته على الصلاح، وقيل: أصله المصلح أمر غيره، ومنه: جبر الأمر أي: أصلح، والجبار في صفة اللَّه تعالى: الذي له العظمة بالاقتدار، صفة مدح، وفي صفة غيره: المتعظم بما ليس له، فهو صفة ذم، ويطلق على البارئ جبارا؛ لأنه يصلح أمر عباده، قال العجاج:

  قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإلَهُ فَجَبَرْ

  والجَبْرُ الملك، والجَبَّار من النخل ما فات اليد، ويقال فيه: جَبْرِيَة وجُبْرُوت وجَبْرُوَّة وجَبُّورَة أي: كنز، والجبار جمع جبيرة وهو السوار.

  والغلبة: القهر، غلب الرجل غلبًا، والغِلابُ المغالبة، ويقال: غلب غلبًا وغلبة، والأغلب: الغليظ الرقبة، يقول منه: غَلِبَ بكسر اللام يَغْلَبُ بفتحها غلبًا.

  · المعنى: ثم ذكر جواب بني إسرائيل لموسى، فقال تعالى: «قالُوا» يعني بني إسرائيل «قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فيهَا» يعني في الأرض المقدسة «قَوما» جماعة «جَبَّارِينَ» قيل: قومًا