قوله تعالى: {قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين 25 قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين 26}
  · القراءة: قراءة العامة: «فَافْرُقْ» بضم الراء، وعن عبيد بن عمير بكسر الراء.
  · اللغة: التيه: التحير الذي لا يهتدى لأجله للخروج عن الطريق إلى الغرض المطلوب، وأصله الحيرة، تاه يتيه تيهًا وتوهًا: إذا تحير، وتَيَّهْتُهُ وتَوَّهْتُهُ، والياء أكثر، والتَّيْهاء الأرض التي لا يهتدى فيها، أرض تيه وتيهًا.
  والأسى: الحزن أَسَى يَأْسَى أَسىً أي: حزن، قال الشاعر:
  يقولون لا تَهْلِكْ أَسًى وتجمَّلِ
  · الإعراب: يقال: ما موضع «أخي» من الإعراب؟
  قلنا: قال الزجاج يحتمل أربعة أوجه: الأول: رفع على موضع (إنَّ)، الثاني: الرفع بالعطف على ما في (أملك)، كأنه قيل: لا أملك أحدًا إلا نفسي وأخي، الثالث: النصب بالعطف على الياء في (إني). الرابع: النصب بالعطف على (نفسي).
  ويُقال: بم انتصب «أربعين سنة»؟
  قيل: ب «محرمة»، في معنى قول الربيع، وقيل: بقوله: «يتيهون في الأرض»، في معنى قول الحسن وقتادة؛ لأنه ذكر أنه ما دخلها أحد منهم، وإنما دخلها يوشع وكالب.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ دعاء موسى # على قومه عند مخالفتهم إياه، فقال سبحانه: «قَالَ»