قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين 27 لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين 28}
  بما قبله أي: اذكر لهم حديث ابني آدم ليعلموا أن سبيلهم في الطاعة والمعصية وعاقبتها كسبيلهم، وقيل إنه: يتصل بقوله: «نَحْنُ أَبْنَاء اللَّه وَأَحِبَّاؤُهُ» أي: لا ينفعهم كونهم من أولاد الأنبياء مع كفرهم كما لا ينفع ولد آدم، ذكره شيخنا أبو حامد في تفسيره، وقيل: لما كفر أهل الكتاب بمحمد ÷ حسدًا أخبرهم بخبر ابن آدم، وما ناله من الحسد من سوء العاقبة تحذيرًا من الحسد، عن الأصم.
  · المعنى: «وَاتْلُ» اقرأ يا محمد «عَلَيهِمْ» على أهل الكتاب، وقيل: على الناس «نَبَأَ ابْنَي آدَمَ» أي: خبرهما، قيل: قابيل وهابيل من ولد آدم لصلبه، عن ابن عباس وعبد اللَّه بن عمر ومجاهد، وقتادة وأبي علي وأبي مسلم، وقيل: هما من بني إسرائيل، عن الحسن والأصم، والأول الوجه لظاهر الكلام، وتواتر الأخبار، قال ابن عباس: لم يمت آدم حتى رأى من ولده ونسله أربعين ألفًا، ورأى فيهم الفساد، وشرب الخمر والزنا، «بِالْحَقِّ» أي: بالصدق «إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا» أي: فعلا فعلاً يتقرب به إلى اللَّه تعالى «فَتُقُبّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا» وكان علامة القبول أن تأكله النار عن أكثر المفسرين، وقيل: كانت النار تأكل المردود، عن مجاهد، والأول الوجه؛ لأن عليه أكثر أهل العلم، وقيل: لم يكن في ذلك الوقت فقير يُدْفَعُ إليه ما يتقرب به إلى اللَّه تعالى، فكان ينزل من السماء نارًا فتأكله، وقيل: كانوا يحضرون القرابين موضع القربان ويقوم المتقرب يصلي ويدعو، فإذا سجد نزلت النار، فأكلت المقبولة، وتركت المردودة «وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ» قيل: لأنه كان تَقَرَّبَ بِشَرِّ ماله والأول بخير ماله، وقيل: بل رد لأنه فاجر، والآخر مُتَّقٍ، وقيل: إنه أضمر حين قرب أنه لا يبالي