التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون 32}

صفحة 1942 - الجزء 3

  أقوال: قيل: هو لتعظيم الوزر في أنه يستحق النار كما لو قتل الناس جميعًا، عن الحسن ومجاهد، وقيل: إن عليه إثم كل قاتل لأنه سن القتل، عن أبي علي، وقيل: إنه بمنزلة من قتل الناس جميعًا في أنهم خصومة في قتل ذلك الإنسان، عن الزجاج، وقيل: نبيًّا أو إمامًا، عن ابن عباس وقيل: من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا عند المقتول، عن السدي، وقيل: يجب عليه من القصاص مثل ما لو قتل الناس جميعًا، عن ابن زيد، وقيل: من استحل قتل مسلم فكأنما قتل الناس جميعًا؛ لأنهم لا يسلمون منه، عن قتادة والضحاك، وقيل: من قتل نفسًا فقد وجب على المسلمين معاداته وأن يكونوا خصومه، كما لو قتلهم جميعًا؛ لأن المؤمنين يَدٌ واحدة، عن أبي مسلم، «وَمَنْ أَحْيَاهَما فَكَأنما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» قيل: من نجاها من هلاك غرق أو حرق، أو نحوه فكأنما أحيا الناس، عن مجاهد، وقيل: من شد على عضد نبي أو إمام، عن ابن عباس، وقيل: من عفا عما وجب له من القصاص، عن الحسن وابن زيد، وقيل: من حرم قتلها وتورع عنها فكأنما أحياهم بسلامتهم منه، عن قتادة والضحاك، وقيل: زجر عن قتلها بما فيه حياتها، عن أبي علي، وقيل: فكأنه أحيا الناس جميعًا عند المقتول، عن السدي، وقيل: من أحياها وجب موالاته على جميع المؤمنين كما لو أحياهم، عن أبي مسلم، وقيل: إنه عظم أجرها وعظم وزرها، وقيل: هو في أول قاتل ومحيي؛ لأنه سن ذلك فتعظم أجره ووزره، وقيل: إحياؤها أن ينقذها من نار جهنم، قال الحسن: أفضل إحيائها أن يجده كافرًا في دينه مضيعًا لحق اللَّه عليه فيعظه ويدعوه إلى اللَّه حتى يفيء فيرجع فيحييه بذلك حياة دائمة، وينجيه من النار، ومن أحياها توسع بمعنى نجاها من الهلاك؛ لأن المحيي في الحقيقة هو اللَّه، وهذا الوعيد في قتل المؤمنين، فأما في قتل الكافر فلا، لأنه