قوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم 33 إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم 34}
  والحرب: مصدر حَرَبَ ماله، أي سلبه، والحريب: المحروب، والمحاربة مفاعلة من الحرب.
  وأصل النفي الإهلاك، ومنه النفي والإثبات، فالنفي الإهلاك بالإعدام، نفى الشيء ينفيه نفيًا، ويستعمل في الخبر عن نفي الشيء، يقال: فلان ينفي كذا، والنفاية، ما نفي من الردى، وانتفى الشيء.
  يقال: خَزِي يَخْزَى خِزْيًا: وقع في بلية، قاله يعقوب، والخزي الاسم، وأخزاه اللَّه، أبعده ومقته، وخزي الرجل: استحى، خِزَايةً، فهو خَزْيان.
  · الإعراب: «فسادا» نصب على الحال، مصدر وضع موضع الحال، تقديره: في حال الفساد.
  «إلا الَّذِينَ تابوا» الاستثناء يرجع إلى جميع ما تقدم من الحد.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في جماعة من أهل الكتاب، كان بينهم وبين الرسول ÷ عهد وميثاق، فنقضوا العهد، وأفسدوا في الأرض، وقطعوا السبل، عن الضحاك.
  وقيل: نزلت في قوم عن عرينة، نزلوا المدينة مظهرين الإسلام، فاستوخموها، واصفرت ألوانهم، فبعثهم رسول اللَّه ÷ إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأبوالها، فصحوا، فمالوا على الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وارتدوا، فبعث رسول اللَّه ÷ من ردهم، وأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا، عن سعيد بن جبير وغيره، ثم اختلفوا فقيل: هي منسوخة؛ لأن المثلة وأبوال الإبل لا تحل، وحكمه ثابت إلا في المثلة، قال الليث بن سعد: علم