التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون 44}

صفحة 1973 - الجزء 3

  وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا الْبَيْطَارُ ... ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَار

  وقال آخر:

  لا تَمْلأِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... أَلاَ ترى حَبَار مَنْ يَسْقِيهَا

  وقيل: بل أخذ من الحبر وهو الجمال والهيئة، عن قطرب؛ لأن العالم يتجمل بعلمه، وقيل: من التحبير، وهو التحسين، فالعالم يحسن الحسن ويقبح القبيح، وحاله حسنة بخلاف الجهال، عن علي بن عيسى.

  والاستحفاظ استفعال من الحفظ يقال: حفظ الشيء حفظًا، والتحفظ قلة الغفلة.

  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في الباء في قوله «بما استحفظوا»؟

  قلنا: فيه قولان:

  أحدهما: الإخبار كأنه قيل: العلماء بما استحفظوا.

  والثاني: يحكمون بما استحفظوا.

  ويقال: ما عامل الإعراب في «الَّذِينَ هادوا»؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: يحكم في الَّذِينَ هادوا، عن أبي علي وغيره من أهل العلم، وقيل: اللام بمعنى (على).

  الثاني: على التقديم والتأخير، تقديره: أنزلناها للذين هادوا، واللام للإضافة، ذكر الوجهين الزجاج.