التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون 44}

صفحة 1972 - الجزء 3

قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}

  · اللغة: هاد: تاب ورجع، ومنه: {هُدْنَآ إِلَيكَ} أي رجعنا وتبنا، وأصل الباب السكون فقوله: {هُدْنَآ إِلَيكَ} أي سكنا إلى أمرك، والهوادة السكون والموادعة، ومنه قوله: «هادوا»، وقوله: {كُونُوا هُودًا} واحده: هائد وهاد، ودخلوا في اليهودية أي سكنوا إليها فيها، وقد صار في الشرع اسم ذم لقوم مخصوصين كفار.

  والحَبْرُ: العالم، وجمعه: أحبار وحبور، قال الفراء: أكثر ما سمعت فيه حِبْرٌ بالكسر، والَحَبْرُ: الجمال، ومنه: «يخرج رجل من النار قد ذهب حبره وسِبْرُهُ» أي جماله وبهاؤه، والمحبر للشيء: المزين، ومنه قيل لطفيل الغنوي: المحبر؛ لأنه كان يحبر الشعر ويزينه، ومنه: ثوب حبير جديد، والحَبَار: الأثر، وحَبِرَ الرجل إذا كان في جلده قروح فبرأت، وبقيت بها آثار، واختلفوا في اشتقاق الأحبار بمعنى العلماء، فقيل: من الحبر الذي يكتب به، عن أبي عبيدة والكسائي، وقيل: من الحَبَار وهو الأثر الحسن، قال الشاعر يصف فرسًا: